أخطر تقرير .. الدولار والقرارات الأمريكية .. صراع الأقوياء

0

رؤية ضبابية تكتتنف وضع الجنيه، خلال مستقبل الأيام بعد حالة التصاعد التي شهدها مؤخرا وتراجعه أمام الدولار بشكل مخيف عندما كادت قيمة الدولار أمامه تلامس ال(١٣٠) جنيها، قبل أن يتراجع بشكل مفاجئ من الانخفاض، وتدب فيه العافية على خلفية الخبر الذي تداولته وسائل التواصل الاجتماعي برفع العقوبات عن السودان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يفلح القرار في إحداث الاستقرار فى سعر الجنيه السودانى، أم أنه كان مسكنا فقط لآلام انهياره الحادة؟
قرارات مماثلة
أرجع رئيس اللجنة الاقتصادية بحماية المستهلك حسين القوني ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي إلى تحكم تجار العملة فى السوق، وقال إنهم قرروا زيادة أسعار العملات، موضحا أن الزيادة الأخيرة جاءت بنسبة أكبر من الفترات الماضية، وأضاف صدور القرار الأمريكي أمس برفع الحظر عن (١٥٧) جهة سودانية يعني أنه تم رفع الحظر عن السودان على الأقل من جانب الولايات المتحدة، متوقعا أن تتبع هذه الخطوة قرارات مماثلة من الدول الأخرى، التي تدور في فلك الولايات المتحدة، قاطعا أن هذه القرارات من شأنها منح الحكومة والشعب السودانى أملا في تحسن الأمور، ويرى أن الوضع الاقتصادي سيشهد انصلاح فعلا، لجهة أن الأمر يتطلب فقط قرارات سودانية وانجاز فى اتجاه تحسين الصادرات.
جذب قروض
وطالب القوني الحكومة السودانية بضرورة تحسين المناخ الاستثماري ومعالجة المشاكل التي تواجه المستثمرين، مع تحسين بيئة العمل لسرعة الإنجاز في تنفيذ القرارات والسياسات الحكومية. وقلل من حقيقة ما يقال عن أن القرار قديم، وقال إن قرارات (٢٠١٧) كانت عبارة عن إبداء نوايا لكن تنفيذ القرار سيبدأ بعد صدوره من المكتب المختص والذى تم أمس، ويتوقع أن تبدأ مسيرة خفض الدولار أمام الجنيه لجهة أن المغتربين سيبدأون التحويلات، مبينا أن الحكومة ستتجه الآن لما كانت تفكر فيه بدعم المغتربين للخزينة العامة بقروض لأجل، ويؤكد بإنخفاض أسعار الدولار في السوق الأسود في حال تمت التحويلات، ومع سياسات أخرى تتعلق بجذب القروض من المستثمرين السودانيين والأجانب، قائلا حركة النشاط الاقتصادي ستزيد بعد فترة قليلة، موضحا أن ذلك يعني زيادة دخل الدولة وميزانيتها وتحسين الميزان التجاري والواردات وإصلاح ميزانية النقد الأجنبي، قاطعا بأن الدولار لا خيار له أمام التراجع.
جشع تجار
وأرجع القوني في حديثه للانتباهة أون لاين ارتفاع الدولار خلال الأيام الماضية إلى جشع تجار العملة، كما توقع أن تكون وراءه أسباب سياسية لإحراج الحكومة ومزيد من الضغط على المواطن برفع الأسعار وخلافه، وعن مساهمة شركة الفاخر في رفع سعر الدولار أفاد أنه لا يملك خلفية كبيرة عن الأمر، لكنه عاد وقال إن الحكومة في وضع يفرض عليها إيجاد مخرج لأنها تحتاج وقودا وقمحا وما إلى ذلك، بينما لا تمتلك حاليا مصادر ايرادات وإذا ما وجدت جهة مثل هذه الشركة لتصدر الذهب وتوفير بعض الجهود والتسويق كأقرب الحلول لأن الناس يعيشون ضائقة، والحكومة أعتقد أنها في وضع لايحسد عليه، واذا تعاملت مع هذه الشركة فهذا نتيجة لضغوط لضمان توفير السلع الاساسية التي تحتاجها.
تحسين الإنتاج
وشدد القوني على ضرورة تشديد الرقابة على مهربي الذهب، وأن يكون تصديره حصريا على جهات أخرى مسموح لها بتصديره، مع وضع رقابة صارمة عليها لضمان إعادة حصائل الصادر للدولة، وبذل الجهود لوقف تهريب السلع السودانية إلى دول الجوار، مع عمل حوافز جاذبة وقوية لحرس الحدود حتى يبذلوا مزيدا من الجهود لضبط التهريب ، إلى جانب ايقاع عقوبات رداعة تصل إلى مصادرة الأموال مع السجن للمهربين، إضافة إلى تحسين الانتاج والانتاجية مع التركيز على القطاع الزراعي والحيواني.
فوضى عارمة
يذكر أن الجنيه كان قد سجل انخفاضا كبيرا في مقابل الدولار الأمريكي. وشهدت تداولاته السوق الموازى بالخرطوم، خلال الأيام الماضية بحوالى ١١٣ إلى ١١٥، قبل أن ترتفع أكثر وتلامس ال(١٣٠)، كأعلى ارتفاع حققه الدولار في مقابل الجنيه السودانى منذ فترة طويلة، وكشف تجار فى السوق الموازى أن قلة العرض خلقت حالة طلب عالية من قبل الزبائن (بأي سعر)، وأقر متعاملون عن تذبذب فى اسعار الشراء والبيع وفوضى عارمة فى تحديد الاسعار.
صعوبة الحصول
وقال أحدهم فضل حجب اسمه أن ارتفاع الاسعار دفع التجار الكبار إلى تخزين الدولار ترقبا لارتفاعه أكثر ، وهو ما تسبب فى صعوبة الحصول عليه، وأضاف هذا الوضع أدى إلى عدم تحديد سعر معين، و( وكل زول بقى شغال على كيفه) لافتا الى ان سعر الدولار وصل فى بعض التعاملات قبل أيام الى (١٢٠) و(١٢١) جنيها، فى مقابل (١١٦) و(١١٧) جنيها للشراء، وحمل التاجر شركة الفاخر التى تعاقدت معها وزارة المالية، مسؤولية ارتفاع الاسعار وقال انها تشترى الدولار بواقع (١٢٠) وحتى (١٢٢) جنيها، بينما أكد معاودة حملات الشرطة للظهور من جديد، وقال انها شنت بعض الحملات التي اعتقلت بموجبها عدد من المتعاملين.

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

Leave A Reply

Your email address will not be published.

تسعة − 8 =