بكري المدني يكتب: السلام علينا !!

0

القيادة-الخرطوم: كتب الصحفي بكري المدني عن ارهاصات مشجعة في مفاوضات السلام و التي أعلن المجلس الأعلى للسلام عن عقده غداً لإجتماع يبشر بإتفاق الحكومة الإنتقالية و الجبهة الثورية. و قال المدني:

وسط الإخفاقات والإحباطات العامة والدوران مع حالة الجدل البيزنطي في الشأن السياسي والذي ما أن يبدأ حتى ينتهي مرة أخرى لنقطة البداية ذاتها. حملت الأخبار المؤكدة اقتراب توقيع اتفاق بين حكومة الفترة الانتقالية والجبهة الثورية ليشعل هذا الخبر السعيد شمعة على طول النفق الطويل المظلم لعلها تهدينا من بعد للسير بخطى صحيحة نحو الأمام.

مقعدان للجبهة الثورية في كل من مجلسي السيادة والوزراء و35%من مقاعد البرلمان نسبة لا توازي ثقل الجبهة الثورية ووزنها السياسي والتنظيمي مقارنة مع بقية مكونات الأحزاب الحاكمة، ولكن السلام كهدف أسمى يتطلب التنازلات وأذكر في ذلك مقولة الراحل الدكتور جون قرنق عندما اشتد الخلاف بينه وبين الأستاذ علي عثمان محمد طه حول نسبة 5% على إدارة أبيي وكاد الخلاف حولها أن يعصف بالمفاوضات وحينها قال قرنق لعلي عثمان (5%ما كتيرة على السلام )ورضي بالقسمة وكان الاتفاق والسلام الذي أوقف إزهاق الأرواح ووضع حداً لمعاناة السودانيين.

نعم لا يوجد تنازل يكبر على الاتفاق وعلى السلام وإن كنا لا زلنا نتعشم ألا تكون نسبة المشاركة في السلطة القائمة إضافة من حيث الكم للأعداد الموجودة من مسؤولي الحكم وأن تكون هناك إرادة من البعض لإخلاء بعض المقاعد للقادمين حتى لا تترهل الحكومة وتثقل بمنصرفاتها على الخزينة العامة والبلاد في أشد الحاجة لأي قرش في حالها الراهن.

لم أقرأ في التسريبات التي رشحت عن الاتفاق شيئاً عن تعيين الولاة وهو أمر أرجو أن يتم فيه إنصاف الحركات سيما وأن غالب قواعدها وقياداتها من الأقاليم وأن الأخيرين أدرى بشؤون مناطقهم وقضاياها واحتياجاتها لذا من العدل والإنصاف ولمصلحة الشأن العام أن تنال الجبهة الثورية النسبة المطلوبة في حكم الولايات. وكذلك لم أقرأ ما يؤكد ضمان الثلث الثالث من مقاعد البرلمان للقوى غير الموقعة على ميثاق قوى الحرية والتغيير مثلما كان معلناً مسبقاً وهذه قوة معتبرة ومن الجيد استصحابها في البرلمان لضمان إكمال مراقبة الجهاز التنفيذي من قوى سياسية مختلفة المشارب والرؤى.

مسألة أخيرة ومهمة في عودة الجبهة الثورية للداخل وهي مراجعة هيكلة قوى الحرية والتغيير كتحالف حاكم وتفعيله حسب الأوزان والقوى السياسية والتنظيمية ليكون قادراً على حمل الفترة الانتقالية بوعي ومسؤولية بعيداً عن الصراع وصراخ الطبول الجوفاء.

نورا محمد-صحيفة القيادة

Leave A Reply

Your email address will not be published.

إحدى عشر + ستة عشر =