بعد 18 عام من البحث:العصفر..طفرة جينية في عالم الوقود الحيوي

0

القيادة-الخرطوم:خطوة جديدة في عالم الوقود تكشف العصفر كبديل جديد للوقود النفطي.

حيث أكد علماء فعالية بعض الدراسات التي طرحت نبات العصفر كبديل آخر للوقود.
و خلصت هذه الدراسات إلى إمكانية استخدام العصفر كمصدر نباتي جديد كوقود للمحركات التي تعتمد في حركتها على النفط التقليدي.

أجمعت هذه الدراسات على إمكانية أخذ نبات العصفر أو ما يسمى بنبات “القرطم” الشبيه بالزعفران كمصدر للوقود للآلات الخفيفة بعد استخلاصه و إضافة بعض المواد إليه و جعله قابل للإستدامة و التحلل في الطبيعة.

لماذا العصفر كوقود؟

 

أكدت التجارب الميدانية التجارية في عدد من المناطق في أستراليا، امتدادا من شمال نيو ساوث ويلز إلى جنوب فيكتوريا نجاح هذا النبات كوقود لبعض الآلات الخفيفة مثل آلات جز العشب و المناشير.

 

 

ويشرف المهندس الزراعي ديفيد هدسون، وهو مهندس مخضرم منذ 40 عاما في قطاع إنتاج المحاصيل الزراعية باستراليا، على تلك التجارب الميدانية. و يعتقد هدسون  بأن زيوت هذه المحاصيل توفر فوائد جمة خاصة عندما يتعلق الأمر بخواص الشحمية العالية الجودة.

كما أظهرت النتائج إحتواء مثل هذه الزيوت على انبعاثات أقل من المنتجات التقليدية القائمة على النفط، إذ تقلل من الاحتكاك لمكونات المحركات الميكانيكية بحسب ما نقلت شبكة “إي بي سي نيوز” الأسترالية.

ويقول مزارع الحبوب ديفيد جوشينكي، الذي شارك في التجارب، إن احتمال ريادة الوقود الحيوي في العالم أمر مثير للاهتمام.

يقول جوشينكي: “إن هذا المنتج من الزيوت لا يحتاج إلا للقليل جدا من عمليات التكرير، وهو قابل للتحلل الحيوي، وهو وقود الحيوي، وأن يحل محل النفط، الذي يستخدم تقليديا في درجات الحرارة العالية، وتطبيقات الضغط العالي أمر مثير للغاية.”

وأضاف: “كمزارع، أقول إنه لشيء عظيم أن تستخدم مثل هذه التكنولوجيا الجديدة، وأنا فخور جدا بمشاركتي في هذه التجارب وأن أكون جزءا من الصورة الأكبر.”

رحلة البحث عن العصفر

 

ويتم إنتاج الوقود الحيوي من نوع خاص من نبتة العصفر شبيه الزعفران، التي تحوي على مستويات عالية من حمض الأويليك، والذي جاء اكتشافه ليتوج 18 عاما من العمل البحثي من قبل علماء النباتات في هيئة البحوث الأسترالية.

وحمض الأويليك هو مركب زيتي شحمي ويتم استخدامه في مجالات عدة كأجهزة تنظيم ضربات القلب ومستحضرات التجميل.

وتحوي زهور القرطم أو العصفر، التي تعتبر واحدة من أقدم المحاصيل البشرية، على مستويات منخفضة من حمض الأويليك، ولكن العلماء الأستراليين تمكنوا من إعادة هندسته جينيا للحصول على منتج جديد يحول هذه الأنواع من الأحماض.

وجاءت نتائج الأبحاث في هندسة النبات جينيا مبشرة، إذا تنتج نباتات العصفر المعدلة وراثيا نحو 93 في المئة من الزيوت، وهو أعلى مستوى من النقاء الذي يمكن الحصول عليه في الزيوت النباتية الأخرى.

وتقوم هيئة البحوث الأسترالية على هندسة مجموعة متنوعة من نبات العصفر جينيا بهدف زراعة هذه المحاصيل في ظروف مناخية مختلفة، رغم أن نبتة العصفر يعرف بأنها قادرة على تحمل الظرف الجوية القاسية.

فلهذه النبتة جذور صنبور عملاقة، مما يعني قدرتها على العثور على رطوبة في أعماق التربة يمكنها من تحمل فترات الجفاف الهائلة بحيث تتميز عن محاصيل النباتات الأخرى مثل القمح أو العدس.

بيئة النمو

كما أن العصفر ينمو في التربة المالحة والدافئة؛ والتي تعتبر أحد التحديات والعوائق الكبيرة أمام استغلال تلك الأنواع من التربة لزراعة المحاصيل في أستراليا.

ويقوم العلماء في جامعة لا تروب في ملبورن بفحص وتقييم أصناف لا حصر لها من هذا المحصول.

يقول عالم الأحياء الجزيئية النباتية، وعضو الفريق العلمي، أولريك جون: “لدى هذه المحاصيل الزراعية من نبتة القرطم مزايا متنوعة ومتباينة؛ بما في ذلك اختلافها في كميات إنتاج الزيوت الشحمية، ومواسم الإزهار وغيرها من الصفات، مثل مقاومة الأمراض، والتي سترغب في زراعتها.”

وأضاف: “سنحاول استخدام التنوع لنحو 400 نوع من تلك النباتات وتخليق المادة الوراثية من خلايا تلك المحاصيل وإنتاج أصناف جديدة في المستقبل.”

كما يحاول جون أيضا التحايل على التغيرات الجينية للمحاصيل الزراعية لنبات العصفر.

وقال جون: “من دون أي استثناء وبغض النظر عن الوقت الذي يزرع فيه هذا الصنف من النباتات خلال العام، فإنه سوف يزهر دائما حتى في 21 ديسمبر”.

وأضاف: “نحن نحاول خداع النبات للاعتقاد بأنه يمكن أن يزهر ثلاث مرات في السنة عن طريق زيادة طول اليوم بحيث يتم خداع هذه النباتات.”

 

 

ويعد زيت العصفر من الزيوت الصالحة للاستهلاك الآدمي. كما تُستخدم البذور في تغذية الطيور والحيوانات حيث يتم إدخالها في خلطات الأعلاف والمركزات الغذائية للطيور والمواشي.

 

 

تقليديا تستخدم بَتلات الأزهار كملونات طبيعية لتلوين الطعام وتتبيلِه، كما تُستخدم كمواد لصباغة الملابس نظرا لوجود صبغة الكرثامين، وتحتوي عصارة الزهيرات الصغيرة على مواد مغذية وتُستعمل كمشروبٍ مقوٍّ، كما يستخرج منه صبغات تستعمل في صناعة مستحضرات التجميل.

وتستخدم المخلفات الناتجة من عصر البذور في صناعة الأعلاف نظرا لاحتوائِها على نسبة عالية من البروتين تصل إلى 25% تقريبا، بالإضافة إلى الكربوهيدرات مما يجعلها ذات قيمة غذائية عالية.

 

تهليل ابن عمر أحمد-صحيفة القيادة

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.

سبعة + 12 =

Exit mobile version