بالصورة:شاب سوداني يحكي صموده في وجه فيروس كورونا و يقول: “العامل النفسي كان سر انتصاري على هذا الملعون”

0

القيادة-الخرطوم: دق الرعب أبواب الكثيرون من السودانيين في الأشهر الماضية، حيث حل فيروس كورونا كلعنة طرقت قلوب الشعب. فأصبح الأمر أكثر من مجرد همهمات تصادف أذاننا من على البعد.
يروي الشاب السوداني ضياء الدين غازي رحلته مع فيروس كورونا منذ الإصابة و حتى بلوغه مرحلة التعافي.
يقص علينا ضياء الدين بدءا من مخالطته لحالة إيجابية تم تصنيفها بحمل العدوى، و يحكي بأن الخوف قد داهمه مذ عرف إيجابية الحالة،و كبر الخوف في قلبه بعد بدايات ظهور الأعراض.
ذكر ضياء بأنه لم يخبر أحدا باحتمالية أخذه للعدوى بينما سرد أعراضه التي مر بها من ضيق التنفس و الصداع الشديد لأبناء جيرانه فطمئنوه بأنه يحمل عدوى التهابية عادية ربما اصابته لتعرضه إلى الهواء البارد.
و لكن ضياء كان يعلم في نفسه خطورة الأمر بعدما خالط تلك الحالة. و أشار ضياء إلى أن الأعراض بدأت بالظهور عليه في الثالث و العشرون من شهر رمضان، و تكررت نفس الأعراض في اليوم التالي له مع ظهور كل الأعراض عدا الحمى.
و في الخامس و العشرون من رمضان صاحبت الأعراض حمى شديدة و قام ضياء بحجر نفسه مباشرة و قام بالإتصال بأرقام الطواريء للتبليغ عن الأعراض في تمام الحادية عشر و النصف مساء ذلك اليوم.
و في حوالي الواحدة و النصف في اليوم التالي وصل فريق الوبائيات لأخذ العينة ليتم فحصها. و من هنا تأكدت جميع أحاسيس ضياء بأنه حامل للمرض بلا شك.
و واصل ضياء حجر نفسه و قام أهله بإحضار العلاجات و العقاقير الطبية لمكافحة المرض. و بدأ ضياء بأخذ تلك العلاجات من قبل ان يتعرف على نتيجة الفحص هل هي سلبية ام ايجابية.
قرر ضياء عدم الإستسلام للمرض، و واجهه بكل إيجابية و كأنه كان واثقا من أنه سيهزمه بلا شك.
و جاء الأتصال من فريق الوبائيات في اليوم الثاني من أيام العيد و يذكر ضياء الساعة التي تم فيها الإتصال بحرص شديد لعله كان يدرك أنها ربما تكون الساعة الفارقة في حياته.
يقول ضياء: “أي زول بيسألني عن نتيجتي بقيت بتجاوز حرفيا لجدي ما جا تاني أيام العيد المبارك الساعة 10:25 دقيقة بالضبط جاني الخبر الأنا عارفو من قبل ما يتأكد لي”.
و انهالت المكالمات على هاتف ضياء بعد ظهور نتيجة فحصه بالإيجاب، و يقول ضياء بأن العديد من الذين حاولوا مواساته لم يكونوا قربين منه تلك الفترة مما أشعره بسعادة عارمة خففت عليه آثار تلك الصدمة المخيفة.

و أضاف ضياء بأنه بات يقضي أيامه بسلاسة مع المرض حتى جاء اليوم المشؤوم و الذي ظن فيه حقا انه مودع للحياة.
بعد تعقيم البيت بالكامل بالكلور ذكر ضياء تفاصيل مؤلمة عن الضيق الذي سببته رائحة الكلور. و كان ضياء يعاني من الحساسية فاختنق تنفسه بشدة لدرجة جعلت هاتفه يسقط من يده على الأرض.
و بدأ ضياء بالصراخ عل هنالك من يستطيع إنقاذه، هرعت والدة ضياء إليه فور سماعها لصرخاته و بادروا بحمله إلى المستشفى لإسعافه.
و كان ضياء حينها يرقد بفناء المنزل مرتديا لقفازاته، إلا أن ذلك لم يمنعه من القلق على والدته التي جاءت لإنقاذه.

و عبر ضياء عن القلق الذي اجتاحه عند قدوم والدته لإسعافه بقوله:” قدر ما خفت لكن قدر ما كنت واثق انه حعديها..يعني تكون شايف الموت قدامك و انت واثق من نفسك ما حتموت..بس دة كان إحساسي”.
و تعافى ضياء بعد أيام مرت سراعا تعلم منها ضياء أن للعامل النفسي الدور الأكبر في تخطي هذا المرض.

و شكر ضياء جميع من سانده و خص بالشكر الطبيبة التي قامت بمساعدته، كما شجر جميع من وقف بجانبه طوال هذه الأيام المقيته التي حولته من مخالط لحالة إيجابية لمصاب يواجه الموت تحت أنياب الكورونا.

تهليل ابن عمر أحمد-صحيفة القيادة

Leave A Reply

Your email address will not be published.

ثمانية عشر + ثمانية =