بروفيسور مكين: انهيار الخدمات الصحية لا يعني أننا فشلنا في التعامل مع (كورونا) لكن فشلنا مع المريض الذي لديه مشاكل أخرى

0

شهدت ولاية الخرطوم وعدد من الولايات في الأسابيع الماضية، تزايد حالات وفيات بأمراض غير (كورونا) بالتزامن مع قرار الحظر الشامل بسبب إغلاق العديد من المستشفيات ابوابها في وجه المرضى، وعدم توفر الأدوية والرعاية الطبية، وكانت لجنة الاطباء قد حذرت من انهيار النظام الصحي بالبلاد عقب زيادة اصابات الاطباء، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة ماذا يفعل المرضى أصحاب الامراض المزمنة والحالات الطارئة الذين يأتون للمستشفيات، فلا تفتح ابوابها لهم وهل ستتخذ الوزارة اجراءات اسعافية لانقاذ الأوضاع الصحية بالبلاد.

ثبوت تداعيات
واثبتت التداعيات وفاة الإعلامي ماجد لياي حقيقة أن التحذيرات من انهيار النظام الصحي بالبلاد باتت حقيقة، حيث نُعيى لياي الشيخ محمد هاشم الحكيم بعد نداء عبر الوسائط لأيام من عدم ايجاد ادوية السرطان التي يستخدمها، وفاة الزميل المذيع ماجد لياي صاحب الصوت الشجي والاداء القوي.

وكتب زميل ماجد لياي الإعلامي محمد احمد نقد الله عن معاناة لياي قبل وفاته (كان زميلنا في قناة الخرطوم الفضائية، أريد ان أنبه الجميع للكارثة حتى يحتاطوا، وروى معاناة الراحل، طفنا به كل مستشفيات العاصمة وكلها رفضت تستقبله برغم حالته المتأخرة، في النهايه قبلته مستشفى الشرطة الثلاثاء الماضي وتم اخراجه عقب يوم واحد من ذلك بحجة تخصيص المستشفى لـ(كورونا).

وأردف نقد الله ( كان ماجد مصابا بسرطان في الكلى حماكم وحمانا الله المهم أود انه انبهكم الى المستشفيات أصبحت لا تستقبل مرضى مهما كانت حالتك، واستنكر ذلك وتابع في (ناس كتار ماتوا بالطريقة دي والأسباب غير مقنعة حول عدم قبول المرضى، الشعب السوداني كان الله في العون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم).

مطالبة بالحلول
قال اختصاصي الباطنية بمستشفى ابراهيم مالك بروفسيور مكين في تسجيل صوتي: خدمات المستشفيات الحكومية والخاصة لغير المصابين ب(كورونا) كأصحاب الأمراض المزمنة في المستشفيات الحكومية والخاصة والعيادات الخاصة، تكاد تكون توقفت ودلل على ذلك بان لديه مريض تحرك من الثورة بحثا عن مستشفى إلى أن استقر في رويال كير، وأردف: عندما أتى الطبيب أفاد ذويه بأنه يعاني من كحة منذ ايام وطلبوا منه الانتظار إلى أن تأتي إدارة الوبائيات وذكر الوبائيات حدث ولا حرج من الممكن أن يأتوا بعد ثلاثة أيام بسبب عدم الإمكانيات مقابل العدد الكبير المزعج وأكد ان المريض بغير (كورونا) يصطدم بواقع ان المستشفيات لا تستقبله، وقال مكين لا تستطيع ان اجزم الذين توفوا بسبب عدم حصولهم على العناية الطيبة اللازمة اكبر عشرات المرات على مستوى العاصمة ممن توفوا بـ(كورونا).

وتابع اذا شعرنا بالشخص القادم ولديه أمراض من أزمة أو بلدغة عقرب سيموت لأنه سيظل يبحث من مشفى إلى آخر والموت هو موت في الآخر ولكن الذي صاحب موت ال(كورونا) هو الهلع والخوف، وهذه مشكلة يجب أن تُحل ورأى أن امتناع الكوادر الطبية عن الذهاب للمستشفيات لأسباب مفهومة، منها الحذر من عدم الوقاية المطلوبة والترحيل والسكن، ووصفها بأنها أعذار مقبولة، وشدد مكين على الحكومة لايجاد حلول مناسبة لتلك الاشكالات التي تدفع الكوادر الطبية لعدم المداومة بالمستشفيات، واقترح ترتيب ترحيل وسكن داخل المستشفيات مثلا في الجناح الخاص في ابراهيم مالك ودفع حوافز مجزية لهم، وفي رده على ما أثير حول ارتفاع تكلفة الوقاية قال المعونات التي وردت للبلاد كثيرة وتساءل كيف تم توزيعها ولابد من وجود حل، وأكيد أن انهيار الخدمات الصحية في السودان لا يعني أننا فشلنا في التعامل مع (كورونا) لكن فشلنا مع المريض الذي لديه مشاكل أخرى.

الالتزام بالإجراءات
وفى ذات السياق أكد صاحب مبادرة السيسي لجائحة (كورونا) استشارى العيون د/ عبد الوهاب السيسي استمرار العمل بالطوارئ بالمستشفيات وقال السيسي للجريدة اقسام الطوارئ تكفي للحالات الطارئة مشيرا إلى إغلاق المراكز الصحية والمراكز الطرفية وشدد على ضرورة العمل بنظام التباعد الاجتماعي شريطة أن يكون بتقنية عالية على أن يتم تعقيم المستشفيات تعقيما دائما وأن يكون بها كوادر تعقيم تعمل على مدار فترة ساعات العمل وأن تكون جميع الكوادر الطبية مسلحة ومدججة بالزي الكامل الخاص بالحماية، وأردف الكوادر الطبية في حاجة إلى الحماية وطالب بضرورة افتتاح المراكز عن طريق التباعد الاجتماعي ودعا الى ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة لحماية الكوادر الطبية تحسبا إلى نقل الفايروس من خلال ارتداء أزياء حماية بمواصفات عالمية من الازياء الكاملة وتجهيز غرف ووصف المسألة بالصعبة لانها تحتاج إلى عمل كبير.

اغلاق مستشفى سنار
وكان مدير مستشفى التوليد بولاية سنار د/ عبد الرحمن قرشى قد حذر من حدوث كارثة صحية في الولاية بسبب تفشي فيروس (كورونا)، واعلن في الوقت ذاته عن اغلاق مستشفى سنار التعليمي بعد إصابة طبيب ب(كورونا) واشتباه 22 طبيبا كانوا قد خالطوا الحالة الاولى المسجلة في سنارالذي «توفي لاحقا» وباشروا جميع اقسام المستشفى.

وكشف مدير مستشفى سنار عن تعرضه لتهديدات من الوالي حال لم يتراجع عن اغلاق المستشفى وحمّل الطبيب في رسالة صوتية والي الولاية مسؤولية اعادة فتح المستشفى في هذه الظروف وتعريض حياة المرضى للموت، كما حمل الوالي والمدير التنفيذي واللجنة الامنية مسؤولية القصور بعدم التجاوب مع الجائحة والاستجابة للنداءات التي اطلقها الطبيب لهم بالحضور الى المستشفى والوقوف على الاوضاع، قائلا: الوالي رفض الرد على التلفون عندما اتصل عليه وتلكأ المدير التنفيذي ولم يحضر، وأردف: مسؤوليته الانسانية والاخلاقية كطبيب اقتضت ان يغلق المستشفى وهو الشيء الذي رفضه الوالي والمدير التنفيذي واللجنة الأمنية وهددوه اذا لم يقم باعادة فتح المستشفى. وشدد الطبيب انه لن يفتح المستشفى حتى اذا أدى ذلك الى فصله وخسارة وظيفته قائلا انه لن يفتح مستشفى جميع اصطافه محجورون في سكنهم. وان الـ 22 طبيبا محجورين في الميز دون تعقيم لسكنهم مبينا انه اقترح نقلهم الى عدة اماكن حددها بنفسه، مشتكيا من ازمة حقيقية في توفير الاكل والشرب للاطباء المشتبه فيهم وزاد معظمهم رفضوا الحجر في هذه الظروف السيئة وقرروا الذهاب الى ذويهم.

إغلاق
وكانت قد اعلنت وزارة الصحة بالخرطوم عن اجراءات باغلاق جميع عيادات ومراكز ومعامل الاسنان، الى حين اشعار آخر وذلك في اطار العمل في طوارىء (كورونا) وتحوطا من الاصابة بالفيروس على ان يتم توفير خدمات الاسنان في عدد من المستشفيات والمراكز المحددة واكدت الوزارة في التعميم الذي اصدره مدير الادارة العامة للطب العلاجي د.محجوب تاج السر انه وبعد التشاور مع مدير المؤسسات العلاجية الخاصة ومدير ادارة صحة الفم والاسنان حددت الوزارة مستشفى الاسنان ومركز جابر ابو العز ومستشفى ابراهيم مالك التعليمي لتقديم الخدمة لمحلية الخرطوم فيما حددت مستشفى الدايات ومستشفى الامام المهدي لمحلية امدرمان ومراكز ام ضوا بان وود ابو صالح ومركز حلة كوكو لمحلية شرق النيل وامبدة النموذجي ومركز الرخاء لمحلية امبدة ومستشفى السروراب ومستشفى البلك لمحلية كرري فيما حددت مستشفى الجبل ومركز القبة لتقديم الخدمة لمحلية جبل اولياء .

تحذيرات سابقة
حذرت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان لها في الايام الماضية من الانهيار الكامل للنظام وكانت لجنة الاطباء المركزية قد حذرت من انهيار النظام الصحي بالبلاد نتيجة نزف الكوادر الطبية لعدم توفر معينات العمل والحماية الشخصية اللازمة في مواجهة (كورونا).

وكشفت لجنة الاطباء في تغريدات على صفحتها عن حالتا اشتباه بمستشفى الحصاحيصا توفت إحداهما والأخرى هربت من المستشفى.

إخطار جهات عليا
واشار البيان الى انه تم إخطار الجهات العليا بالحالتين ممثلة في إدارة المستشفى وقسم الوبائيات بوزارة الصحة ولاية الجزيرة ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء ولا حتى أخذ عينات من الحالات أعلاه والذي يعد أمراً غير مقبولا تماما.

اللجنة العليا للطوارئ توجه :

ووجه نائب رئيس اللجنة العليا صديق تاور المستشفيات باستقبال الحالات وعدم اغلاقها والالتزام بعدم اقامة صلاة الجماعة وتحمل اللجان المسؤولية.
سعاد الخضر: شذى الشيخ

كوش نيوز

Leave A Reply

Your email address will not be published.

14 + ثمانية عشر =