انعدام الأدوية المُنقذة للحياة في السودان

0

تُعاني مُعظم صيدليات ولاية الخرطوم من نقص حاد في الأدوية المُنقذة للحياة، وتكاد الصيدليات تُوصِّد أبوابها جراء النقص الشديد في الأدوية، لارتفاع سعر الدولار لأكثر من 117 جنيهاً، ما أدى إلى زيادة سعر الدواء بنسبة 100% والذي نتج عنه إخلاء بعض رفوف الصيدليات وانعدام نحو 10 أصناف، بينها أدوية ضرورية، مثل دواء القلب والمضادات الحيوية وبخاخ الأزمة، وقد أصبح السُّوق المُوازي هو من يتحكّم فيها.

نُدرة في دواء الملاريا والدرن:

وكشفت جولة مدانية لـ(السوداني الدولية) على نحو أكثر من 13 صيدلية بولاية الخرطوم على أنها ما زالت تعاني نُدرة من دواء الملاريا والدرن (الكلوروكين والكينين) (ايزونايازايد، ريفامبين، إيثامبيتول) أقراص الدرن، ويُعرف الدرن بأنه مرض معدٍ يُصاب به الشخص نتيجة العدوى وينتقل عبر المُصافحة أو مُشاركة الطعام والشراب ببكتيريا (المايكوبكتيريوم)، والتي تُهاجم الرئتين، وقد تُصيب أجزاء أخرى بالجسم – الكلى، الدماغ والحبل الشوكي، ورغم ذلك لم يوفر لهذا المرض الدواء في الصيدليات.

وقال د. هيثم محمد للصحيفة، إنّ معظم الأدوية غير متوفرة في الصيدليات، وأرجع السبب إلى زيادة الدولار، وقال ^ن الشركات التي تبيع الدواء تزيد في تعريفته، وأضاف أن شركات أخرى تحتكر الدواء إلى حين استقرار سعر الدولار، وزاد: إنّ هنالك أدوية كثيرة تفتقر لها الصيدليات مثل المُضادات الحيوية والزوماكس zomax)) التي تُساعد على عملية التنفس والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب اللوزتين، وأوضح أنّ هنالك انعداماً تاماً لـ(حقن) الملاريا حتى في الإمدادات الطبيبة، وقال الدكتور إنّ المريض يعاني فى الحصول على الأدوية، وحتى إن وجدت تكون بثمن باهظ!

هنالك أدوية تباع في السوق الموازي:

هنالك بعض الأدوية مُهمّة لم تتوفر في الصيدليات الحكومية ولا حتى في الإمدادات الطبية مثل (ديكستروز) محلول إرواء وهو يُساعد في تجديد سوائل الجسم وإمداده بالسعرات الحرارية اللازمة، كما تفتقر الاثنين أيضاً إلى علاج الصدرية و(بخاخ الأزمة) الذي وصل سعره إلى (1800) جنيه حيث لا يطرق أحدٌ باب الصيدليات داخل المُستشفيات الحكومية لأنّ مناديب الصيدلة يتردّدون على السوق الموازي أكثر من المستشفيات بحجة (يغطي سعره).

اختفاء الكمامات

وصل سعر الكمامة في الصيدليات إلى 25 جنيهاً بعد أن تفشى فيروس كورونا في دول الجوار، وبعد أن تم الاشتباه في حالة بالخرطوم ونفتها وزارة الصحة الاتحادية بالولاية، وذكر بعض الصيادلة أنّ اختفاء الكمامات من الصيدليات شئٌ مقصود لخلق أزمة أخرى كعملية الدواء وبيعها بثمنٍ عال في السوق المُوازي.

نقابة الصيادلة

في وقتٍ سابقٍ طالبت نقابة الصيادلة، وزير الصحة الاتحادي د. أكرم التوم بوضع حلول عاجلة لأزمة الدواء المُتفاقمة، وذكرت النقابة أنّ بداية الحل لأزمة الدواء المُستمرة منذ سنوات هو تغيير الإدارة القديمة بهيئة الإمدادات الطبية ومجلس الأدوية والسموم، مُنوِّهةً إلى وجود شُبهات فساد بهيئة الإمدادات الطبية مما سبّب في تفاقم أزمة الدواء بين الحين والآخر.

الإمدادات الطبية

وشملت جولة (السوداني الدولية)، الإمدادات الطبية بالسجانة، حيث كان هنالك نقص في دواء الملاريا والدرن، وعندما سألنا عن سبب عدم توافرهما، لم نجد المدير الطبي، لكنه أرشدنا عبر مكتب الإعلام للإمدادات الطبية إلى سكرتيرته، إلا أنها لم تدلِ بأيِّ أقوال، مبينة أنّ ذلك خارج نطاق صلاحيتها.

وقد تساءل عدد من المرضى ومرافقيهم.. إلى متى تظل الأدوية المنقذة للحياة منعدمة؟
وبدورنا نُوجِّه السؤال نفسه لإدارة الصيدلة بوزارة الصحة وإلى الوزارة نفسها عسى ولعل نجد دواءً قريباً عوضاً عن إجابة لا تعالج مريضاً.

السوداني الدولية

Leave A Reply

Your email address will not be published.

ستة عشر − 11 =