يوسف السندي: بلادنا في عهد البشير كانت غارقة في ظلام الجهل والظلم

0

القيادة-الخرطوم: قال الصحفي يوسف السندي أن السودان في عهد الإنقاذ البائد كان أشبه بأوروبا في العهود الوسطى.

و أشار السندي إلى غرق السودان في ظلام الجهل و الظلم إبان تلك الفترة البائدة حيث كتب السندي:

“مشاكل السودان التي تواجه الحكومة الانتقالية متشابكة وما يزيدها تشابكا هو وضع التعليم المزري والنظام الصحي المتهالك ، تنتشر الامية بصورة كثيفة في بلادنا ونحن في القرن الحادي والعشرين ، مما يجعل الجهل سمة من سمات مجتمعنا للاسف ، والجهل لا ياتي وحده بل مع أمراضه وأولها الفقر ، الجهل سبب أساسي للفقر وعدم التطور ، الجهل قضية مركزية في مشاكل السودان ، لا أمل في مستقبل مشرق لبلادنا بدون علاج فعال لأزمة الأمية والجهل المتفشي .

صحيا يعاني ٣٠% من الاطفال في بلادنا من سوء التغذية ، وسوء التغذية لوحده احد العوامل التي تقود إلى ضعف القدرات الذهنية مما يجعل ثلث أجيال المستقبل في السودان عرضة للتأخر العقلي وضعف المنتوج الفكري والمعرفي في المستقبل ، ولا اظن اننا نجهل قيمة العقل والابتكار والمعرفة والتفكير في صناعة الأمم والحضارات وفي بناء الدول، لا أمل لنا في بناء مستقبل حضاري وهذه الكمية من اطفالنا تعاني من سوء التغذية ، وليس الاطفال فقط من يعاني بل الأمهات كذلك ، تموت نسبة كبيرة من الامهات في الولادة نتيجة بعد المستشفيات او عدم وجود الرعاية الصحية الكافية ، كذلك يعاني كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة والمعاقين في بلادنا ولا يجدون الرعاية الصحية المناسبة ، مازالت مشكلة مثل الوصول في الوقت المناسب الى دور الرعاية الصحية لاسعاف حالة طارئة مشكلة موجودة بكثرة اما لوعورة الطرق خاصة في فصل الخريف، او لبعد المسافة بين محل اقامة المريض والمستشفى مما يجعلنا نفقد ارواحا عزيزة يحتاجها الوطن في مشروع البناء والتطور .

بلادنا في عهد البشير كانت غارقة في ظلام الجهل والظلم ، تماما كما كانت اوربا في العهود الوسطى التي اتسمت بتضييع الحريات والغرق في الظلام المعرفي الدامس ، ولكن اوربا حين سطعت فيها شمس الحرية استثمرت هذا الجو في بناء المعرفة والنهضة العلمية وتطوير صحة النفس والبدن، وهو الاستثمار الناجح الذي تقطف أوربا في ثماره حتى اليوم ، فهل يمكننا بعد الإطاحة بالبشير ان نستثمر واقع الحريات الراهن في تطوير التعليم والمعارف وبناء النظام الصحي المناسب؟ الحرية هي البيئة المناسبة للتعلم والمعرفة واكتساب الصحة النفسية والبدنية ، اذا لم نستثمرها في هذا الاتجاه فلا معنى للثورة ولا أمل في المستقبل .

نظام الانقاذ لم يكن يصرف من الميزانية العامة على الصحة والتعليم الا حوالي ٣% ، الإنقاذ لم تكن تهمها صحة الانسان السوداني ولا يهمها تعليمه ، وهكذا هي طبيعة الحكم الدكتاتوري لا يريد شعب بصحة جيدة ولا يريد شعب يفكر ، الطغاة يخافون العلم وترهبهم العقول السليمة، الضمان الاكيد لاستدامة عهد الحرية والديمقراطية يكمن في الاستثمار في التعليم والصحة ، الصرف على الصحة والتعليم اساس النهضة والتطور ، فهلا شهدنا ثورة تعليمية حقيقية وثورة صحية مماثلة يا حكومة الثورة ؟!”.

نورا محمد-صحيفة القيادة

Leave A Reply

Your email address will not be published.

إحدى عشر + 8 =

Exit mobile version